الشيخ حكمت سلمان الهجري هو أحد أبرز الشخصيات الدينية والسياسية الدرزية المثيرة للجدل حاليا في سوريا، ويشغل منصب الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز. تُعد مسيرته نموذجًا للتفاعل بين الدين والسياسة في سياق الأزمات والمتغيرات، حيث يلعب دورًا محوريًا في توجيه الطائفة الدرزية خلال هذه المراحل المفصلية من تاريخ سوريا الحديث.​

النشأة والتعليم

وُلد الشيخ حكمت الهجري في 9 يونيو 1965 في فنزويلا، حيث كان والده، الشيخ سلمان أحمد الهجري، يعمل هناك. عادت العائلة إلى سوريا في وقت مبكر، واستقرت في بلدة قنوات بمحافظة السويداء، وهي منطقة ذات أغلبية درزية. نشأ في بيئة دينية محافظة، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس السويداء، ثم التحق بجامعة دمشق لدراسة الحقوق، وتخرج منها عام 1990 .​

المسيرة المهنية والدينية

بعد تخرجه، سافر الشيخ حكمت إلى فنزويلا عام 1993 للعمل، ثم عاد إلى سوريا عام 1998 واستقر في بلدته قنوات. في مارس 2012، تولى منصب الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية خلفًا لشقيقه الشيخ أحمد الهجري، الذي توفي في حادث سير. يُذكر أن هذا المنصب تتوارثه الأسرة منذ القرن التاسع عشر .

المواقف السياسية

  • في بداية الأزمة السورية عام 2011، تبنى الشيخ الهجري موقفًا حياديًا، حيث لم ينحز بشكل صريح لأي من أطراف النزاع. إلا أن هذا الموقف تغير مع مرور الوقت، خاصة بعد تعرضه لإهانة من رئيس فرع المخابرات العسكرية لؤي العلي خلال مكالمة هاتفية في يناير 2021، مما أثار غضبًا واسعًا واحتجاجات في السويداء .​
  • بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، أصبح الشيخ الهجري أكثر صراحة في معارضته للسلطة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع. في مارس 2025، صرح بأنه "لا وفاق ولا توافق مع الحكومة الموجودة في دمشق"، واصفًا إياها بأنها "حكومة متطرفة بكل معنى الكلمة، ومطلوبة للعدالة الدولية" .
  • في مايو 2025، طالب الشيخ الهجري بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين في سوريا، وشدد على ضرورة تأسيس مشروع دولة فدرالية.​

الخلافات داخل الطائفة الدرزية

شهدت فترة تولي الشيخ الهجري للرئاسة الروحية انقسامًا في الهيئة الروحية للطائفة الدرزية إلى هيئتين: الأولى برئاسته في بلدة قنوات، والثانية بقيادة الشيخين حمود الحناوي ويوسف جربوع في منطقة عين الزمان. هذا الانقسام يعكس التباين في المواقف السياسية داخل الطائفة .​

الخلاصة

يُعتبر الشيخ حكمت الهجري شخصية مثيرة للجدل في المشهد السوري، حيث يجمع بين الدور الديني والسياسي. تُظهر مسيرته تغيرا في المواقف من الحياد إلى المعارضة الصريحة، مما يعكس تعقيدات الوضع السوري وتحدياته.​